حكاية ليلى والوحش

حكاية ليلى والوحش
  يحكى انه كان هناك اسرة مكونة من ثلاث فتيات والاب يعيشون معا في منزل كبير، كان الاب يعمل في مجال التجارة ولذلك كان الاب ثريا جدا، مع الوقت بدأت تجارة الاب تتدهور، كان الاب في انتظار احدى السفن القادمة والتي كانت تحمل بضاعته، تأخرت السفينة كثيرا فظن الاب ان السفينة غرقت بما تحمله من بضائع، كان الاب مريضا قليلا ويشعر بالحزن الكبير، بنتاه الكبرى والوسطى لم يكونا يهتمان كثيرا لأمره، فهما يخرجان في الصباح للتنزه على عكس ابنته الصغرى والتي كان اسمها ليلى كانت فتاة جميلة جدا ورقيقه، تحب ليلى خدمة عائلتها كثيرا فهي التي تعتني بوالدها المريض، كما انها هي من تقوم بالاعمال المنزلية المختلفة.

في يوم من الايام وردت الى الاب رسالة تفيد بان السفينة التي تحمل بضاعته قد وصلت، سعد الاب كثيرا بالاضافة الى بناته الثلاثة، في اليوم التالي غادر الاب وقبل ان يغادر سأل كل ابنة من بناته عن رغباتها، اجابت الاختين الكبرى والوسطى بانهما يريدان الكثير من السلع للتباهي بها أمام رفيقاتهن، اما ليلى فقد كانت لا ترغب الا في القليل من الزهور لتزين بها المنزل والقماش لخياطة حاجيات المنزل، انطلق الاب في رحلته وبعد ساعات طويلة من السير على حصانه وصل الى الميناء، اصيب الاب بصدمة كبيرة عندما لم يجد بضاعته على متن السفينة، حزن الاب كثيرا ولم يكن امامه سوى العودة الى منزله وهو خالي الوفاض، بينما كان الاب عائدا الى منزله بدأت الثلوج في التساقط من السماء، بسبب كثرة الثلوج على الارض اضاع الاب طريق العودة.

بعد بحث طويل في الغابة الكبيرة عن اي مكان يصلح للمبيت مثل كوخ صغير وجد الاب نفسه امام قلعة كبيرة، وقف الاب عند باب القلعة وبدأ ينادي قائلا: هل من احد هنا؟ فجأة فتحت القلعة ابوابها ودخل الاب، وجد الاب بداخل القلعة الكثير من الطعام الشهي، اكل الاب حتى شبع، كان الاب يشعر بالنعاس فاتجه الى احدى الغرف في القلعة وغط في نوم عميق، في صباح اليوم التالي خرج الاب ليرى كيف اصبح الطقس، كان الطقس جميلا و الثلوج تكسو المكان، رأى الاب امامه حديقة مليئة بالازهار، قطف الاب زهرة لكي يحضرها الى ابنته الصغيرة فكانت المفاجأة، ظهر امام الاب وحش كبير الحجم، اخبره ذلك الوحش بانه جزاءا لمحاولة سرقة الزهور من حديقته عليه ان يحضر هو او احدى بناته الى القلعة في غضون ثلاثة ايام والا فلن يتركه يذهب الى بيته.

عاد الاب الى بناته واخبرهن بكل ما حدث معه، قررت ليلى ان تذهب هي الى تلك القلعة، بالفعل في اليوم التالي ذهبت مع والدها الى القلعة، دخلا القلعة فقابلهما ذلك الوحش ورحب بهما، وطلب من الأب الانصراف في صباح اليوم التالي، في صباح اليوم التالي انصرف الاب عائدا الى بيته تاركا ابنته الصغرى أسيرة لدى الوحش، بدأت ليلى تكتشف القلعة الكبيرة، وبينما كانت تسير في القلعة رأت غرفة جميلة جدا، اخبرها الوحش بان هذه الغرفة ستكون غرفتها وانه يمكن لها طلب ما تريد في اي وقت، عندما تأكدت ليلى بان الوحش لا يريد ايذائها شعرت بالرضى وهدأ خوفها كثيرا، كانت ليلى في الصباح تقرأ الكتب المفيدة وتعتني بالزهور، اما في الليل فقد اعتادت ليلى ان يحكي لها الوحش القصص المسلية، فجأة طلب الوحش يدها للزواج.

لكنها رفضت واعتذرت منه، اصاب الحزن قلب الوحش ولكنه كان مقتنعا بانها لا يمكن لها ان تقبل الزواج من وحش، بينما كانت ليلى جالسة امام مرآتها السحرية رأت في المرآة ان والدها مريض جدا، طلبت الفتاة من الوحش ان تذهب لرؤية والدها والاطمئنان عليه، اخبر الوحش ليلى ان امامها اسبوعا واحد فقط لرؤية والدها وان عليها العودة قبل ذلك، وافقت ليلى وشكرت الوحش كثيرا على طيبته، عادت الفتاة الى المنزل وعندما رآها والدها شعر بسعادة كبيرة وتحسنت صحته، كانت ليلى تروي لوالدها تفاصيل اقامتها في القلعة، شعرت اختيها بالحسد فحاولا اقناعها بالمكوث في المنزل وعدم العودة الى القلعة مرة اخرى بعد أن ادعو أنهما تشعران بالوحدة من دونها، ولانها كانت طيبة جدا فقد نسيت وعدها للوحش ولم تعد بعد مرور المدة المتفق عليها إلى القلعة.

وبعد أن عادت ليلى الى القلعة متجاوزة المدة المتفق عليها والتي كانت أسوعا واحدا كما طلب منها ذلك الوحش، وجدت ليلى الوحش في حديقة القلعة وقد بدا وكأنه يفارق الحياة، اخبرته بانها موافقة على الزواج منه، ما ان قالت هذه الكلمات حتى تغيرت ملامح هذا الوحش واصبح شابا وسيما جدا، قالت ليلى: من انت ؟

قال الشاب: حسنا انا هو ذلك الوحش يا ليلى لقد كنت حاكما لهذه البلاد ولكن بسبب ساحرة شريرة تحولت الى ذلك الوحش الذي كنتي تعرفينه، ولكي تزول هذه اللعنة كان يجب ان توافق فتاة جميلة وطيبة على الزواج بي، وبالطبع كان هذا الامر صعبا فمن هي تلك الفتاة التي ستوافق على الزواج بوحش؟

في النهاية تزوج الامير الوسيم من ليلى والتي دعت والدها للعيش معها في القلعة، اما اختيها فقد ظلتا في المنزل جزاءا لهما على حسدهما لاختهما وعلى عدم مساعدتهما لوالدهما المريض.