حكاية النسر والدجاجة

حكاية النسر والدجاجة
على أغصان إحدى الأشجار كانت تعيش أنثى نسر في عشها، وكان لديها أربعة من البيض التي تحضن عليهم وتحميهم من كل سوء، وتُقدم إليهم الرعاية الكافية.
وفي يوم من الأيام تعرضت الشجرة لهزات عنيفة نتيجة تعرض المكان إلى أعاصير وعواصف شديدة، وهنا سقطت إحدى البيضات من العش على الأرض، وبدأت في التدحرج لمسافة كبيرة حتى وجدت نفسها في قن دجاجة، وحينما وجدتها الدجاجة شعرت بالحزن عليها، فأخذت تعتني بالبيضة واحتضنتها مع صغارها حتى فقست، وخرج منها نسر صغير.

وهنا تمكنت الدجاجة من تربيته مع الدجاج الصغير، وبدأت ترعاه وتهتم به، حتى ظل يكبر يوماً عن يوم، وتعلم منها كل ما كانت تقوله للدجاجات الصغيرة الأخرى، فهو كان يعتقد بأنه دجاجة مثلهم.

وفي إحدى الأيام خرج مع الدجاج لكي يلعب معهم، فنظر للسماء ليُشاهد النسور التي تُحلق بالأعلى، وهنا حاول أن يفعل مثلهم ليطير، ولكن عندما رأته الدجاجات الأخرى أخذوا يستهزئون به، ويسخرون مما يفعل، وقالوا له انه دجاجة وليس نسر، ولن يستطيع أن يطير في يوم من الأيام، وهنا شعر باليأس والحزن، واستسلم لكلامهم، ولم يحاول مرة أخرى أن يخوض تجربة الطيران، وظل عمره كله يعتقد بأنه دجاجة.

 غير أنه وفي أحد الأيام وبينما كان حزينا جالسا لوحده بالقرب من أحد الأشجار فإذا بنسر يقترب منه فيسلم عليه وسأله عن سبب عدم طيرانه مع أنه يمتلك كل مقومات ذلك هنا أجابه النسر بأنه دجاجة والدجاج لا يطير ضحك عليه النسر وقال له أنت تربيت مع الدجاج لذلك أصبحت تحسب نفسك دجاجة أما أنا فقد تربيت مع النسور ولذلك لإانا أعتبر نفسي نسرا وأطير بكل حرية، لكن حاول فلربما في المحاول قد تستطيع الطيران حتى وإن كنت تعتقد نفسك دجاجة.

هنا بدأت فكرة الطيران تعود لعقل النسر من جديد وحاول مرات عديدة حتى نجح في ذلك أخيرا واتطاع التحليق عاليا.

فرح النسر بطيرانه في الاعلى وتعرف على نسور أخرى وهاجر معهم نحو أعالي الجبال حيث يعيش النسور من سلالته.

هنالك أدرك النسر أنه مع المحاولة المتكررة ينجح المرء حتى وإن أخطأ في المرة الأولى، وأدرك كذلك أنه لو استمع لآراء وتعليقات الاخرين لبقي يعتقد نفسه دجاجة لا يمكنه الطيران.