في يوم من الأيام كان هناك راعي ينطلق إلى عمله مع كل صباح، برفقة الأغنام الخاصة به، يأخذهم من أجل الذهاب بهم للمرعى القريب من قريتهم.
وكان يعتاد على ذلك كل يوم ويتكرر المشهد بدون أي تغيير، ومن هنا شعر الراعي بالملل والضيق، وأراد أن يفتعل أي شئ من أجل التخلص من الملل وكسره، مع خوض تجربة جديدة للتسلية، ففكر أن يمزح مع أهل القرية التي يعيش بها.
وذات يوم خرج إلى الشارع الرئيسي في قريته وأخذ يصرخ بشدة، ويستغيث بمن حوله، ويطلب مساعدتهم، مدعيا أن الذئب اقترب من أغنامه ويرغب في التهامهم، وبالفعل اجتمع الناس من حوله لمساعدته، وشعر الأشخاص بالصدمة حينما اكتشفوا أن الراعي يكذب، وهو بلا مبالاة أخذ يضحك أمامهم حتى تسبب في شعورهم بالاشمئزاز والضيق، وانصرفوا من حوله.
ولم يكتفي الراعي بهذا التصرف، ولكن أخذ يكرره بشكل يومي، ويستغيث ويصرخ كل يوم، ويطلب مساعدة من حوله، وحمايته من الذئب، وعندما يجتمع إليه أهل القرىة يجدونه يمزح وأن ما قاله كذب، ولم يحدث.
وظل يُكرر هذا الفعل، وأهل القرية يشعرون بالغضب في كل مرة، وفي إحدى الأيام حدث هذا الموقف في الحقيقة، وبدأ الذئب يأكل الأغنام الصغيرة بعد أن هجم عليها بغثة.
وهنا ظل الراعي يصرخ كثيراً، ولكن لم يأتي إليه أي شخص من سكان القرية، لأنه كذب عليهم أكثر من مرة ولم يعودوا يصدقونه، فلم يكترث بكلامه أي شخص، ولم يُساعده أحد، وكان الراعي بحاجة إليهم، ولكنهم لم يستجيبوا إليه.
وهنا تعلم الراعي أن الكذاب لا يُمكن تصديقه، حتى إذا كان صادقاً بإحدى المرات فهو من البداية اعتاد على الكذب.