حكاية الفتاة العمياء

كانت في إحدى القرى النائية فتاة صغيرة تعيش مع أسرتها الصغيرة التي تتكون من الأب والأم وثلاثة إخوة ذكور، وكان الأب يتعامل مع ابنته الصغيرة بقسوة وغلظة في التربية مقارنة مع إخوتها الاخرين، كانت الفتاة الصغيرة نحيفة الجسم وكانت تسأل والدتها لماذا أبي يعاملني هكذا هل لأنني عمياء لا أستطيع أني أرى أم لأنني أنثى وإخوتي ذكور؟
أجابتها الأم وهي تبكي لا يا إبنتي والدك يحبك كثيرا وتعامله هذا معك إنما هو راجع لخوفه الشديد على مستقبلك.
تبسمت الفتاة وقالت لوالدتها أخبري أبي أن مستقبلي هو بيد من خلقني وأنا أحسن الظن بربي.
كان الأب يهم بدخول المنزل في تلك اللحظة ليسمع تلك الكلمات من فم ابنته الصغيرة فأدمعت عيناه واحتضنها وقال لها انت ابنتي الصغيرة وأنا أحبك كثيرا لكن العمى الذي أصاب عيناك الجميلتان سيجعلك تعيشين في عالم مظلم هو مختلف تمام عن العالم الذي نعيش فيه حاليا يا ابنتي.
تبسمت الفتاة وقالت يا أبي أنا أحلم دائما أن أصبح طبيبة وأعالج أمي من مرضها.
تبسمت الأم وقالت لها أنا عندما أرى الابتسامة على محياك أصبح بخير يا ابنتي ولا أحس بأي وجع.
وفي أحد الأيام قرر الأب أخذ ابنته للمدينة وقام بتسجيلها في جمعية لتعليم فاقدي البصر، ودع الأب ابنته وعاد للمنزل.
ومضت السنوات وتم بناء مستوصف صغير بالقرية التي كانت تقطن بها عائلة الطفلة الكفيفة وفرح سكان تلك القرية بهذا المشروع الذي سيخفف عنهم وطأة التنقل إلى المدن من أجل تلقي أبسط العلاجات.
وبعد إكتمال المشروع وعند قدوم الناس لحفل الافتتاح تشرف أحد المسؤولين الكبار بتقديم طبيبة المستوصف والتي فاجأهم أنها من أبناء المنطقة ودعاهم للتعاون معها من أجل تقديم خدمات طبية أفضل.
هنالك ظهرت شابة جميلة مكفوفة البصر لكنها كانت تتزين ببذلتها البيضاء.
فرح الأب برؤية ابنته في مهنتها التي كانت تحلم بها وبكت الأم لسعادتها بما حققته ابنتها رغم اعاقتها.