قصة البطتان والسلحفاة
يُحكى أن بطتان جميلتان قررتا السفر والابتعاد عن الغدير الذي عاشتا إلى جانبه طويلاً بسبب شح الماء فيه، فحزنت صديقتهما السلحفاة وطلبت منهما أن تأخذاها معهما، فأجابتها البطتان بأنها لا تستطيع الطيران، بكت السلحفاة كثيراً وتوسلتهما بأن تجدا طريقة لنقلها معهما.
فكرت البطتان كثيراً وقررتا حملها معهما، فأحضرتا عوداً قوياً أمسكت كل واحدة منهما به من طرف وطلبتا من السلحفاة أن تعض على هذا العود حتى تطيرا بها، وحذرتاها من أن تفتح فمها مهما كلّف الأمر لأن ذلك سيؤدي إلى سقوطها.
وافقت السلحفاة على ذلك ووعدتهما بأن تنفذ ما طلبتاه منها، وطارت البطتان فوق الغابة، إلى أن رأى بعض الناس البطتان والسلحفاة فقالوا: يا للعجب بطتان تحملان سلحفاة وتطيران بها!!
لم تستطع السلحفاة تمالك نفسها فقالت: فقأ الله أعينكم ما دخلكم أنتم!
فسقطت بعد أن أفلتت العود من فمها وتكسرت أضلعها وقالت باكية: هذه هي نتيجة كثرة الكلام وعدم الوفاء بالوعد.
عادت إليها البطتان وقررتا أن ترجعاها إلى الغابة حيث حملاها.